" The Imitation Game" دراما غيرت وجه العالم



فيلم لعبة المحاكاة أو The Imitation Game""  تلك الدراما الواقعية التى إستطاعت تغيير وجه العالم ، إنها القصة الحقيقية لإسطورة الرياضيات ومحلل الشفرات المهووس بالذكاء الصناعى "آلان تورنج" .

كينديكت كامباربش يجسد  فى "لعبة المحاكاة"  صورة عالم الرياضيات "آلان تورينج" المغرور والمتعالي لكنه فى نفس الوقت الاجتماعي المحبوب ، غريب الاطوار بطريقة رائعة ومتناقضة.
أحداث الفيلم تدور حول جهاز إستطاع بنائه تورينج وفريقه  مكنهم من كسر الشفرة الرياضية المعقدة "شفرة الإنجما" المستخدمة فى جميع الاتصالات العسكرية للنازيين أثناء الحرب العالمية الثانية ( من تقارير الطقس إلى المناورات التكتيكية الحاسمة ) ، أما هذا الجهاز الذى إستطاع كسر الشفرة نسميه - ولا تتعجب - كمبيوتر.

وقد وصفه رئيس الوزراء وقتها ونستون تشترشل بأن هذا الجهاز  يعتبر أكبر مساهمة لإنتصار الحلفاء فى تلك الحرب.
أوقفت جهود تورينج مسار النازيين عبر أوربا مما ساهم في كسب الحرب و إنقاذ الملايين والملايين من حرب مدمرة أتت على الأخضر واليابس.

من المفارقات إنه بعد تغير قواعد اللعبة إستطاع الألمان معرفة كيفية إعتراض الإرسال ، و بالرغم من كتمان فريق تورينج الشديد ، إلا إنه من الواضح أن بعض الامور يجب أن تُوضع فى نصابها الحقيقى،على الرغم إنه لم يكن يخطر ببال أحد أن ذلك سوف يستغرق عدة سنوات .
لم يشفع دور تورينج فى وقف الحرب أثناء الصراع أو دوره كعَالم يفيد البشرية بعلمه على مدى عقود ، فى إتهامه بالفاحشة الكبرى لجريمة الشذوذ الجنسى.

مخرج العمل النرويجى مورتن تلايدوم صاحب أفلام (Headhunters, Fallen Angels) فى أول فيلم له باللغة الانجليزية لنص سينمائى "جرهام مور" مأخوذ من سيرة ذاتية  لصاحبها أندرو هودجز "آلان تورنج , شفرة الإنجما" التى كانت الاساس لمسرحية بعنوان " فك اللغز" لهيو وايت مور عام 1986 .

فى تجارب كثيرة يكرر صناع السينما سيناريو ممتاز عدة مرات ، ولكن ليس بطريقة متشابهه لكن بعض الاحيان يظهر العمل بطريقة مذهلة لا يتخيلها كثير من الناس .
عنوان الفيلم "لعبة المحاكاة"  بالمناسبة مقترح من تورينج كوسيلة من التحقق من بعض أحلامه أنه يوما ما ستقوم الآلات بالتفكير نيابة عن الانسان.

كان تورينج شديد العبقرية مثل أداء كامباربش فى "لعبة المحاكاة" وكانت المرحلة العمرية 25 -41 مثالا للقدرة على إكتساب المهارات و إستيعاب الشخصية لدرجة تؤهله للحصول على درجة أوليمبية فى التقمص الذاتى مرتديا لزى المصاب بمتلازمة أسبرجر.

كيرا ناتلى أو "جوان كلارك" ساهمت بأداء مذهل ومثير للاعجاب , المرأة الوحيدة محللة الشفرات فى فريق كله من الرجال ، عالية الذكاء والاكثر إجتماعية من تورينج ، وهى تكمل وتساند بإمتياز مجموعة قوية تضم مارك سترونج , تشارلز دانس , ماثيو جودى , رورى كينير , ماثيو بيرد و آلان ليتش .

تفاصيل سيناريو الفيلم ليست فقط فى كسر الشفرات والاكواد من قبل فريق تورينج فى قانون الحكم السرى فى بريطانيا و"مدرسة سايفر" فى "حديقة بلتشلى" ، لكن الفيلم يجعلنا نكتشف التحيز وكيف تبدو الحياة من الخارج ، لمجتمع يعاقب تورينج بالاختلاف ، وإننا عندما نقول إننا نعالج الامور بطريقة مزرية فإن ذلك لا يقترب من الوضع الحقيقى المأساوى لحقيقة الأمور.

ولهذا نعطى فيلم لعبة المحاكاة 3.5 نجوم من 4 نجوم , تحية كبيرة لوالد الذكاء الصناعى الذى طالما إمتد إنتظاره ولكنه يستحق الانتظار.
جميع الحقوق محفوظة لموقع عايز 2015. يتم التشغيل بواسطة Blogger.